ﺻﺔ ﻟﻠﻌﻈﺔ ﻭﺍﻟﻌﺒﺮﺓ ﻣﺴﻨﻮﺩﺓ ﻋﻠﻰ
ﺍﺣﺎﺩﻳﺚ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻭﺍﻟﻜﺎﺗﺐ
ﺻﺎﻏﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻗﺼﺔ ﻭﺟﺰﺍﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ
ﺍﻟﻤﺴﻤﻠﻴﻦ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ
*
*
*
ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺳﻔﺮﺍﺗﻲ ﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ
ﺣﺮﺻﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﻟﻠﻤﻄﺎﺭ ﻗﺒﻞ ﻣﻮﻋﺪ
ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺑﺴﺎﻋﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﺯﺣﻤﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ
ﻭﻭﺟﻮﺩ ﺗﻔﺘﻴﺶ ﺟﻌﻠﻨﻲ ﺃﺗﺄﺧﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻓﻜﻨﺖ ﺃﺳﻴﺮ ﻣﺴﺮﻋﺎً ﺣﺘﻰ
ﻭﺻﻠﺖ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﺃﺧﺬﺕ
ﺍﻟﻜﺮﺕ ﺳﺮﻳﻌﺎ ﻭﺭﻛﻨﺖُ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺑﻤﻮﻗﻒ ﻻ
ﺃﺩﺭﻱ ﺃﻫﻮ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﺃﻡ
ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ !!
ﺍﻟﻤﻬﻢ ﻧﺰﻟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻣﺴﺮﻋﺎً ﻭﻣﻌﻲ
ﺣﻘﻴﺒﺘﻲ ﺑﻴﺪﻱ ﻭﻻ ﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﺮﺍﻉ
ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻈﺮ ﻣﺄﻟﻮﻑ
ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﻭﺑﻌﺪ ﺩﺧﻮﻟﻲ ﺻﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﻐﺎﺩﺭﺓ
ﻭﺻﻠﺖ ﻟﻨﻘﻄﺔ ﺍﻟﺘﻔﺘﻴﺶ ﻣﺴﺮﻋﺎً ﺃﻧﺰﻟﺖ ﻣﺎ
ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻲ ﻭﺗﻌﺪﻳﺖ ﺍﻟﺤﺎﺟﺰ ﻓﻈﻬﺮﺕ
ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺻﻮﺗﻴﺔ ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﻣﻌﻲ ﺷﺊ ﻻ
ﻳُﺴﻤﺢ ﺑﻤﺮﻭﺭﻩ ﻓﻀﺠﺮﺕ ﻭﺗﺬﻛﺮﺕ
ﺳﺎﻋﺘﻲ ﻓﺄﻧﺰﻟﺘﻬﺎ ﻭﻋﺪﻳﺖ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺑﺴﻼﻡ
ﻭﺻﻠﺖ ﻟﻤﻮﻇﻒ ﺍﻟﺨﻄﻮﻁ ﺍﻟﺠﻮﻳﺔ ﺳﺮﻳﻌﺎً
ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻪ : ﺃﻧﺎ ﻣﺴﺎﻓﺮ ﻟﻠﺮﻳﺎﺽ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔ
ﺭﻗﻢ 1411
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ : ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻗﻔﻠﺖ ، ﻗﻠﺖ ﻟﻪ :
ﻳﺎ ﺭﺟﻞ ﺃﺭﺟﻮﻙ ﻟﺪﻱ ﻣﻮﻋﺪ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ
ﺃﺣﻀﺮﻩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ، ﻗﺎﻝ : ﻻ ﺗﻄﻴﻞ
ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻗﻔﻠﺖ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﺣﺪ
ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻚ .. ﻗﻠﺖ ﻟﻪ : ﺣﺴﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻚ .. ﻗﺎﻝ ﺑﺘﻌﺠﺐ : ﻭﺵ ﺩﺧﻠﻨﻲ ﺃﻧﺎ !!
ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﻭﻗﻔﺖ ﺃﻧﻈﺮ
ﻟﻠﻄﺎﺋﺮﺓ ﻭﻻ ﺃﻣﻠﻚ ﺣﻮﻻً ﻭﻻ ﻗﻮﺓ ﺇﻻ
ﺑﺎﻟﻠﻪ !!
ﺩﺍﺭﺕ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺑﺮﺃﺳﻲ ﺳﺮﻳﻌﺎً : ﻫﻞ ﺃﻟﻐﻲ
ﺳﻔﺮﻱ ؟!!
ﺃﻡ ﻫﻞ ﺃﺳﺎﻓﺮ ﺑﺴﻴﺎﺭﺗﻲ ؟؟ ﺃﻡ ﻫﻞ
ﺃﺳﺎﻓﺮ ﺑﺴﻴﺎﺭﺓ ﺧﺎﺻﺔ ؟!!
ﻭﻟﻜﻦ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﺑﺎﻟﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ
ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺑﺴﻴﺎﺭﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻘﺮﺭﺕ
ﺳﺮﻳﻌﺎً ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﻭﺟﺪﺕ
ﺭﺟﻼً ﻣﻌﻪ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻓﺎﺭﻫﻪ ) ﻛﺎﺑﺮﻳﺲ
ﺟﺪﻳﺪﺓ ( ﻓﻘﻠﺖ ﺑﻜﻢ ﺗﻮﺻﻠﻨﻲ ﻟﻠﺮﻳﺎﺽ ؟!!
ﻓﻘﺎﻝ : ﺑﺨﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﺭﻳﺎﻝ !! ﺣﺎﻭﻟﺖ ﻣﻌﻪ
ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻭﻟﻢ ﺍﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺨﻔﺾ ﻟﻲ ﺇﻻ
ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺭﻳﺎﻝ !!
ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺭﻛﺒﺖ ﻣﻌﻪ ﻟﻮﺣﺪﻱ ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﺃﻫﻢ
ﺷﺊ ﺗﺴﺮﻉ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻭﻟﻢ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻧﻬﺎﻳﺘﻲ ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺎﺕ !!
ﻗﺎﻝ ﻟﻲ : ﺃﺑﺸﺮ ﺳﺄﻃﻴﺮ ﺑﻚ ﻃﻴﺮﺍﻥ ..
ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻴﺮ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺟﻨﻮﻧﻴﺔ ﻷﻧﻲ
ﻭﻋﺪﺗﻪ ﺇﻥ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﻓﻠﻪ ﻣﻨﻲ
ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻣﺎﺋﺔ ﺭﻳﺎﻝ !!
ﻛﻨﺖ ﻧﺘﺠﺎﺫﺏ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ
ﻭﺳﺄﻟﻨﻲ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻲ ﻭﻋﻦ ﺣﺎﻟﺘﻲ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺳﺄﻟﺘﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ
ﻟﻨﻘﻄﻊ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ..
ﻭﻓﺠﺄﺓ ﺃﺗﻰ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﺪﺗﻲ ﻷﺗﺼﻞ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺃﺧﺮﺟﺖ ﺟﻮﺍﻟﻲ ﻭﺍﺗﺼﻠﺖ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺭﺩﺕ ﻋﻠﻲ ﻗﺎﻟﺖ : ﻭﻳﻨﻚ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ
ﺳﺎﺭﺓ ؟!! ﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻭﻛﻴﻒ
ﻓﺎﺗﺘﻨﻲ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻭﺍﻵﻥ ﺍﺳﺘﺄﺟﺮﺕ ﺳﻴﺎﺭﺓ
ﻟﻠﺴﻔﺮ .. ﺳﻜﺘﺖ ﻗﻠﻴﻼً ﺳﻜﻮﺗﺎً ﻟﻔﺖ
ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﻲ ﻗﺎﻟﺖ ﺃﻣﻲ : ﺃﻧﺘﺒﻪ ﻳﺎ ﻭﻟﺪﻱ ، ﺍﻟﻠﻪ
ﻳﻜﻔﻴﻚ ﺷﺮ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻴﺐ ..
ﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ : ﺳﺄﺗﺼﻞ ﺑﻚ ﻳﺎ ﺃﻣﻲ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ
ﺃﺻﻞ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ... ﺗﻮﺻﻴﻦ ﺷﺊ ؟!!
ﻗﺎﻟﺖ : ﺳﻼﻣﺘﻚ ﻳﺎ ﺑﻌﺪ ﻋﻤﺮﻱ ..
ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺍﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺔ ﻭﺣﺴﻴﺖ ﺑﺸﺊ ﻏﺮﻳﺐ
ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻬﻢ ﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻲ ﻭﺷﻌﺮﺕ ﺃﻥ
ﺃﻣﺮﺍً ﻋﺠﻴﺒﺎً ﻳﻨﺘﻈﺮﻧﻲ ..
ﺍﺗﺼﻠﺖ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﺘﻲ ..
ﺯﻭﺟﺘﻲ : ﺑﺸﺮﻧﻲ ﻋﻨﻚ ﻳﺎ ﻋﻤﺮﻱ ﻛﻢ ﻛﻴﻠﻮ
ﻣﺸﻴﺘﻮﺍ ؟!!
ﻗﻠﺖ : ﺍﻵﻥ ﻗﻄﻌﻨﺎ ﻣﺎﺋﺔ ﻭﺧﻤﺴﻴﻦ
ﻛﻴﻠﻮ ؟!
ﻗﺎﻟﺖ : ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻧﺒﻲ ﻧﻔﻘﺪﻙ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺑﺪﻭﻧﻚ
ﻭﻻ ﺷﺊ ..
ﻗﻠﺖ : ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺒﺎﺭﻙ ﻓﻴﻚ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻜﺮﻯ
ﻭﺃﻧﺎ ﺭﺍﺟﻊ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﻈﻬﺮ ... ﺃﻫﻢ ﺷﺊ
ﺍﻧﺘﺒﻬﻲ ﻟﻸﻭﻻﺩ ﻭﻗﺒّﻠﻲ ﻟﻲ ﺳﻮﺳﻮ ﺍﻟﻠﻪ
ﻳﺼﻠﺤﻬﺎ ..
ﻗﺎﻟﺖ : ﺃﺑﺸﺮ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﻃﻠﻌﺖ ﻭﻫﻲ
ﺗﻘﻮﻝ ﻭﻳﻦ ﺑﺎﺑﺎ ﻭﻳﻦ ﺑﺎﺑﺎ ..
ﻗﻠﺖ : ﺍﻋﻄﻨﻲ ﺇﻳﺎﻫﺎ ..
ﺳﻮﺳﻮ : ﺑﺎﺑﺎ ﻭﻳﻨﻚ ؟
ﻗﻠﺖ : ﺳﻮﺳﻮ ﺑﻌﺪ ﺷﻮﻱ ﺃﺟﻲ ﻟﻜﻢ ﺇﻥ
ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ .. ﺗﺒﻴﻦ ﺷﺊ
ﻗﺎﻟﺖ ﻛﺎﻟﻌﺎﺩﺓ : ﺃﺑﻲ ﻛﺎﻛﺎﻭ ..
ﺿﺤﻜﺖ ﻭﻗﻠﺖ ﻃﻴﺐ ﺳﻮﺳﻮ ﻫﺎﺗﻲ
ﻣﺎﻣﺎ ..
ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ :
ﺗﻮﺻﻴﻦ ﺷﺊ ؟
ﻗﺎﻟﺖ : ﺳﻼﻣﺔ ﻋﻤﺮﻙ ..
ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻬﻢ ﻳﺸﺘﺪ ﻋﻠﻲ ﻭﻳﺰﺩﺍﺩ
ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺗﺠﻮﻝ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻠﺘﻲ ﻟﻢ
ﻳﻘﻄﻌﻬﺎ ﺇﻻ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ : ﻛﻢ ﻋﻨﺪﻙ
ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻻﺩ ؟!!
ﻗﻠﺖ : ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻭﻟﺪﻳﻦ ﻭﺑﻨﺘﻴﻦ ..
ﻗﺎﻝ : ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺼﻠﺤﻬﻢ ﻟﻚ ؟؟
ﻗﻠﺖ : ﺁﻣﻴﻦ ﻭﺇﻳﺎﻙ ..
ﻧﻈﺮﺕ ﻟﻠﻄﺮﻳﻖ ﺛﻢ ﺭﻓﻌﺖ ﺭﺃﺳﻲ ﻟﻠﺴﻤﺎﺀ
ﺃﻧﻈﺮ ﻟﻬﺎ ﻭﻧﻈﺮﺕ ﻟﻠﺸﻤﺲ ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻋﻠﻰ
ﻏﺮﻭﺑﻬﺎ ﺇﻻ ﺳﺎﻋﺔ !!
ﻗﻠﺖ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺗﻨﻬﺪ : ﻳﺎﻟﻠﻪ ﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺭﺣﻤﻦ ﻳﺎ
ﺭﺣﻴﻢ ..
ﺗﻔﺎﺟﺄﺕ ﺑﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﻏﺮﻳﺐ : ﻗﺎﻝ :
ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻲ ﺃﺷﻌﻞ ﺍﻟﺴﻴﺠﺎﺭﺓ ؟!!
ﻗﻠﺖ : ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﺃﻧﺖ ﺭﺟﻞ ﻓﺎﺿﻞ ﻭﺃﺷﻌﺮ
ﺃﻥ ﺑﻚ ﺧﻴﺮ ﻋﻈﻴﻢ ﻛﻴﻒ ﺗﺮﺿﻰ ﻟﻨﻔﺴﻚ
ﺃﻥ ﺗﺤﺮﻕ ﻧﻔﺴﻚ ﻭﻣﺎﻟﻚ ﻭﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ
ﺗﻨﻘﺺ ﺩﻳﻨﻚ ﻷﺟﻞ ﺳﻴﺠﺎﺭﺓ ﻻ ﺗﻨﻔﻌﻚ
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﻀﺮﻙ ؟!!
ﻗﺎﻝ : ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺤﻼﻝ ﺍﺩﻉ ﻟﻲ ﻭﺍﻟﻠﻪ
ﺣﺎﻭﻟﺖ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﺍﻟﻠﻲ ﻗﺒﻠﻪ
ﻭﻣﺎ ﻗﺪﺭﺕ ؟!
ﻗﻠﺖ ﻟﻪ : ﺃﻧﺖ ﺭﺟﻞ ﺃﻋﻄﺎﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﻮﺓ ﻣﺎ
ﻗﺪﺭﺕ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺠﺎﺭﺓ ؟
ﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﺼﺖ
ﻭﻣﻌﺘﺮﻑ ﺑﺨﻄﺎﻩ ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﻗﺎﻝ : ﺇﻥ ﺷﺎﺀ
ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺃﺷﺮﺑﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ..
ﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﻣﺘﻬﻠﻼً : ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺜﺒﺘﻨﺎ ﻭﺇﻳﺎﻙ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺪﻳﻦ ..
ﺃﺫﻛﺮ ﺃﻧﻲ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺃﺳﻨﺪﺕ ﺭﺃﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺃﻓﻜﺮ ﻭﺃﻓﻜﺮ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ
ﺟﻌﻠﻨﻲ ﺃﺭﺗﻌﺐ ﻗﻠﻴﻼً .. ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻣﻦ ﻣﺎﺫﺍ
ﻭﻟﻜﻦ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﻘﻠﻖ ﺷﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﻭﻓﺠﺄﺓ ﺃﺳﻤﻊ ﺿﺮﺑﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﺣﺼﻞ ﺍﺭﺗﺒﺎﻙ ﻛﺒﻴﺮ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺃﻧﺎ
ﻭﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﻭﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻧﻔﺠﺮ ..
ﻗﻠﺖ : ﺧﻔﻒ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﻭﺇﻧﺘﺒﻪ ﻟﻠﺴﻴﺎﺭﺕ ..
ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻭﻣﻤﺴﻚ ﺑﺰﻣﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ
ﻭﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﻘﻠﻖ .. ﺑﻌﺪﻫﺎ
ﺍﻧﺤﺮﻓﺖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻟﻠﻴﻤﻴﻦ ﺑﺸﺪﺓ ﻭﺑﺪﺃﺕ
ﺑﺎﻟﺘﻘﻠﺐ ، ﺃﻧﺎ ﺃﻟﻬﻤﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻝ ﺃﺷﻬﺪ
ﺇﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﻛﻨﺖ ﺍﺷﻌﺮ ﺃﻧﻲ ﺃﺭﻓﻊ ﺻﻮﺗﻲ ﺑﻬﺎ ﺑﺄﺷﺪ
ﻗﻮﺓ ..
ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﻀﺮﺑﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺃﺳﻔﻞ
ﺭﺃﺳﻲ ﻭﺷﻌﺮﺕ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻟﺬﻋﺔ ﻧﺎﺭ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ
ﺣﺮﺍﺭﺗﻬﺎ ..
ﺍﻧﻘﻠﺒﺖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ
ﺍﺳﺘﻘﺮﻳﺖ ﺧﺎﺭﺟﻬﺎ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻟﻢ
ﺃﺳﺘﻄﻊ ﻭﻟﻢ ﺃﺳﺘﻄﻊ ﺗﺤﺮﻳﻚ ﺃﻱ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ
ﺟﺴﻤﻲ ..
ﺃﻟﻢٌ ﻟﻢ ﺃﺫﻕ ﻣﺜﻠﻪُ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ
ﺃﺗﻜﻠﻢ ﺑﺸﺊ ﻟﻢ ﺃﺳﺘﻄﻊ ﺣﺘﻰ ﻋﻴﻨﺎﻱ ﻛﺎﻧﺖ
ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻭﻟﻢ ﺃﺳﺘﻄﻊ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺑﻬﺎ ﺳﻮﺍﺩ ﻓﻲ
ﺳﻮﺍﺩ ﺣﺘﻰ ﺳﻤﻌﺖ ﺃﻗﺪﺍﻡ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺗﻘﺘﺮﺏ
ﻣﻨﺎ ﻭﺃﺳﻤﻊ ﺃﺻﻮﺍﺗﻬﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻻ ﺗﺤﺮﻛﻮﻧﻪ
ﺭﺃﺳﻪ ﻳﻨﺰﻑ ﻭﺭﺟﻠﻴﻪ ﻣﻜﺴﻮﺭﺓ ..
ﺃﻧﺎ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺘﻨﻔﺴﻲ ﻳﻀﻴﻖ ﻭﻳﻀﻴﻖ
ﻭﺷﻌﺮﺕ ﺑﺤﺮﺍﺭﺓ ﺑﺠﺴﻤﻲ ﺭﻫﻴﺒﺔ ﻛﺄﻧﻬﺎ
ﺗﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﻗﺪﻣﻲ ﻭﺗﺘﺤﺮﻙ ﻧﺤﻮ ﺭﺃﺳﻲ ..
ﻭﺳﻤﻌﺘﻬﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ : ﻭﺵ ﺻﺎﺭ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ؟!!
ﻗﺎﻝ ﺷﺨﺺ - ﺍﺳﻤﻊ ﺻﻮﺗﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ : -
ﻳﻄﻠﺒﻜﻢ ﺍﻟﺤﻞ ﻣﻴﺖ ﻻ ﻳﺘﺤﺮﻙ !!
ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺑﺎﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻗﺒﻞ ﻧﺰﻉ
ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﺮﻭﺡ
ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺎﻷﻟﻢ ﻳﺸﺘﺪ ﻋﻠﻲ ﻭﺷﻌﺮﺕ ﺃﻳﻀﺎً
ﺑﺮﻫﺒﺔ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻭﺭﻫﺒﺔ ﻣﺎ ﺳﻴﺤﺼﻞ ﻟﻲ
ﻛﻨﺖ ﺃﻓﻜﺮ ﻭﺃﻗﻮﻝ ﻫﻞ ﻫﺬﻩ ﻧﻬﺎﻳﺘﻲ ؟!!
ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺪﺃ ﻧﺪﻡ ﺷﺪﻳﺪ
ﻳﺨﺎﻟﺠﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻟﺤﻈﺔ ﺿﺎﻋﺖ ﻣﻦ
ﻋﻤﺮﻱ ﻭﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺗﻘﺼﻴﺮ ﻣﺮ ﻋﻠﻲ !!
ﺍﻵﻥ ﺃﻧﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻻ ﻣﻔﺮ ﻣﻨﻪ ..
ﺑﺪﺃﺕ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﻮﻟﻲ ﺗﺨﺘﻔﻲ ﻭﺑﺪﺃ
ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﻨﻲ ﻳﺸﺘﺪ ﻭﺍﻵﻻﻡ ﻛﺄﻧﻬﺎ
ﺗﻘﻄﻊ ﺟﺴﻤﻲ ﺑﺴﻜﺎﻛﻴﻦ .. ﺷﻌﺮﺕ ﻛﺄﻥ
ﺷﻴﺌﺎً ﻳﺨﻨﻘﻨﻲ ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ
ﻟﺮﺋﺘﻲ ، ﻭﺃﻟﻢ ﺑﺮﺃﺳﻲ ﻭﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﻜﺎﻥ
ﺍﻟﻀﺮﺑﺔ ﻛﺄﻧﻪ ﺟﻤﺮﺓ ﺗﻠﺘﻬﺐ ..
ﻭﻇﻬﺮ ﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺭﺟﻞ ﻟﻪ ﻟﺤﻴﺔ
ﺑﻴﻀﺎﺀ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ : ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﻫﺬﻩ ﺁﺧﺮ
ﻟﺤﻈﺎﺗﻚ ﻭﺃﻧﺎ ﺟﺌﺘﻚ ﻧﺎﺻﺤﺎً ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻼﻗﻲ
ﺭﺑﻚ ﻓﺄﻧﺎ ﺃﻋﺮﻓﻚ ﺭﺟﻼً ﺫﻛﻴﺎً ﺗﺤﺐ ﺍﻟﺨﻴﺮ
ﻭﺳﺄﻭﺻﻴﻚ ﻭﺻﻴﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺭﺳﻠﻨﻲ ﻟﻚ ..
ﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻳﺪ ؟
ﻗﺎﻝ : ﻗﻞ ﻟﻴﺤﻴﺎ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﻓﻬﻮ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻧﺠﺎﺗﻚ
ﻭﺇﻥ ﺃﻧﺖ ﺁﻣﻨﺖ ﺑﻪ ﺳﺄﻋﻴﺪﻙ ﻷﻫﻠﻚ
ﻭﺃﻭﻻﺩﻙ ﻭﺃﻋﻴﺪ ﻟﻚ ﺭﻭﺣﻚ .. ﻗﻞ ﺫﻟﻚ
ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻓﻼ ﻣﺠﺎﻝ ﻟﻠﺘﺮﺩﺩ ﻭﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ ..
ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ، ﻓﺄﻧﺎ ﻣﻬﻤﺎ
ﻳﺨﺎﻟﺠﻨﻲ ﺍﻵﻥ ﻣﻦ ﺃﻟﻢ ﺇﻻ ﺃﻧﻲ ﻭﺍﺛﻖ
ﺑﺮﺑﻲ ﻭﻧﺒﻴﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ، ﻗﻠﺖ
ﻟﻪ : ﺍﺧﺴﺄ ﻋﺪﻭ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻘﺪ ﻋﺸﺖُ ﻣﺴﻠﻤﺎً
ﻭﺳﺄﻣﻮﺕ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ..
ﺗﻐﻴﺮ ﻭﺟﻬﻪ ﻗﺎﻝ : ﺍﺳﻤﻊ ﻟﻦ ﺗﻨﺠﻮ ﺍﻵﻥ ﺇﻻ
ﺃﻥ ﺗﻤﻮﺕ ﻧﺼﺮﺍﻧﻴﺎً ﺃﻭ ﻳﻬﻮﺩﻳﺎً ﻭﺇﻻ ﺳﺄﺟﻌﻞ
ﺍﻷﻟﻢ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﺃﻗﺒﺾ ﺭﻭﺣﻚ ..
ﻗﻠﺖ : ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ ﺑﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﻴﺴﺖ
ﺑﻴﺪﻙ ﻓﻠﻦ ﺃﻣﻮﺕ ﺇﻻ ﻣﺴﻠﻤﺎ .. ﺗﻤﻌّﺮ ﻭﺟﻬﻪ
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ : ﺇﻥ ﻓﺘﻨﻲ ﻓﻠﻢ ﻳﻔﺘﻨﻲ
ﺍﻟﻤﺌﺎﺕ ﻗﺒﻠﻚ ﻭﻳﻜﻔﻴﻨﻲ ﺃﻧﻲ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﺃﻥ
ﺃﺟﻌﻠﻚ ﺗﻌﺼﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻭﺗﺘﺠﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ ..
ﻭﻧﻈﺮ ﻷﻋﻠﻰ ﻛﺄﻧﻪ ﺭﺃﻯ ﺷﻴﺌﺎً ﻳﺨﺎﻑ ﻣﻨﻪ
ﺛﻢ ﻫﺮﺏ ﺳﺮﻳﻌﺎً ، ﺗﻌﺠﺒﺖ ﻣﻦ ﺳﺮﻋﺔ
ﺍﻧﺼﺮﺍﻓﻪ ﻭﺍﺳﺘﻐﺮﺑﺖ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺎﻓﻪ ﻓﻤﺎ
ﻫﻲ ﺇﻻ ﻟﺤﻈﺔ ﺣﺘﻰ ﺭﺃﻳﺖ ﻭﺟﻮﻫﺎً ﻏﺮﻳﺒﺔ
ﻭﺃﺟﺴﺎﻣﺎً ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻧﺰﻟﻮﺍ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻋﻠﻴﻜﻢ .. ﻗﻠﺖ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺳﻜﺘﻮﺍ
ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮﺍ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻣﻌﻬﻢ
ﺃﻛﻔﺎﻥ .. ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ
ﻓﻨﺰﻝ ﻣﻠﻚ ﻋﻈﻴﻢ ﺟﺪﺍً ﻭﻗﺎﻝ : ﻳﺎ ﺃﻳﺘﻬﺎ
ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻤﻄﻤﺌﻨﺔ ﺍﺧﺮﺟﻲ ﺇﻟﻰ ﻣﻐﻔﺮﺓ
ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺿﻮﺍﻥ .. ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺷﻌﺮﺕ
ﺑﺴﻌﺎﺩﺓ ﻟﻢ ﺗﻮﺻﻒ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻨﻪ ﻭﻗﻠﺖ ﺃﺑﺸﺮ ﻳﺎ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻠﻪ ..
ﻓﺴﺤﺐ ﺭﻭﺣﻲ ﻭﺷﻌﺮﺕ ﺍﻵﻥ ﻛﺄﻧﻲ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺷﻌﺮﺕ ﻛﺄﻧﻲ ﺃﻗﻮﻡ ﻣﻦ
ﺟﺴﺪﻱ ﻭﺃﺭﺗﻔﻊ ﻷﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﻟﻸﺳﻔﻞ
ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺟﺴﺪﻱ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﻦ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻗﺪ ﻭﺿﻌﻮﺍ ﻏﻄﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﻤﻲ
ﻛﺎﻣﻼً ﺑﻞ ﺳﻤﻌﺖ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻧﺎ ﻟﻠﻪ
ﻭﺇﻧﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺍﺟﻌﻮﻥ ...
ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﻦ ﻛﺄﻧﻬﻤﺎ ﻳﺴﺘﻠﻤﺎﻧﻲ
ﻭﻳﻀﻌﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﻔﻦ ﺑﺴﺮﻋﺔ
ﻭﻳﺮﺗﻔﻌﻮﻥ ﺑﻲ ﻟﻠﺴﻤﺎﺀ ﻛﻨﺖ ﺃﻟﺘﻔﺖ ﻳﻤﻴﻨﺎً
ﻭﺷﻤﺎﻻً ﻭﺃﺭﻯ ﺍﻷﻓﻖ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﻭﻳﺰﺩﺍﺩ
ﺍﺭﺗﻔﺎﻋﻲ ﻭﺃﺧﺘﺮﻕ ﺍﻟﺴﺤﺎﺏ ﻭﻛﺄﻧﻲ ﻓﻲ
ﻃﺎﺋﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺻﻐﺎﺭﺍً ﺗﺤﺘﻲ
ﺛﻢ ﺃﺭﺗﻔﻊ ﻭﺃﺭﺗﻔﻊ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺣﺘﻰ
ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻛﺮﺓ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﺛﻢ ﻗﻠﺖ
ﻟﻠﻤﻠﻜﻴﻦ : ﻫﻞ ﺳﻴﺪﺧﻠﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺠﻨﺔ ؟
ﻗﺎﻻ : ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻤﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻧﺤﻦ
ﻓﻘﻂ ﺃﺭﺳﻠﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻷﺧﺬ ﺭﻭﺣﻚ ﻣﻌﻨﺎ
ﻭﻧﺤﻦ ﻣﻮﻛﻠﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻘﻂ ..
ﻗﻄﻊ ﻛﻼﻣﻲ ﻣﻼﺋﻜﺔ ﻣﺮﻭﺍ ﺳﺮﻳﻌﺎً ﻣﻌﻬﻢ
ﺭﻭﺡ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﺷﻤﻤﺖ ﻣﻦ ﻧﺴﻴﻤﻬﺎ ﺭﺍﺋﺤﺔ
ﻣﺴﻚ ﻟﻢ ﺃﺷﻢ ﻣﺜﻠﻬﺎ
ﺗﻌﺠﺒﺖ ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻠﻤﻼﺋﻜﺔ : ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ، ﻟﻮﻻ
ﺃﻧﻲ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﺁﺧﺮ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻟﻘﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺭﻭﺡ
ﻧﺒﻲ ؟
ﻗﺎﻻ : ﺑﻞ ﻫﺬﻩ ﺭﻭﺡ ﺷﻬﻴﺪ ﻣﺠﺎﻫﺪ ﻣﻦ
ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻗﺘﻠﻪ ﻗﺒﻞ ﻗﻠﻴﻞ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﻫﻮ
ﻣﺪﺍﻓﻌﺎً ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﺑﻠﺪﻩ ﻭﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮ
ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻭﺟﻤﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ
ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ..
ﻗﻠﺖ : ﻳﺎ ﻟﻴﺘﻨﻲ ﻣﺖ ﺷﻬﻴﺪﺍً ..
ﺛﻢ ﻫﻲ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻭﺃﺭﻯ ﻣﻼﺋﻜﺔ ﻣﻌﻬﻢ
ﻧﻔﺲ ﻛﺮﻳﻬﺔ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻛﺮﻳﻬﺔ ،
ﻓﺴﺄﻟﺖ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ؟!!
ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻫﺬﺍ ﺭﺟﻞ ﻫﻨﺪﻭﺳﻲ ﻣﻦ ﻋﺒﺪﺓ
ﺍﻟﺒﻘﺮ ﺗﻮﻓﻲ ﻗﺒﻞ ﻗﻠﻴﻞ ﺑﺈﻋﺼﺎﺭ ﺃﺭﺳﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ..
ﻓﺤﻤﺪﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ...
ﻗﻠﺖ ﻟﻬﻢ : ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﻗﺮﺃﺕ ﻋﻦ ﻣﺎ
ﻳﺤﺼﻞ ﺍﻵﻥ ﻓﺄﻧﺎ ﻟﻢ ﺃﺗﺨﻴﻠﻪ ﺑﻬﺬﻩ
ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ..
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﻦ : ﺃﺑﺸﺮ ﺑﺨﻴﺮ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ
ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻣﺎﻣﻚ ﻃﻮﻳﻼً ..
ﻗﻠﺖ ﻣﺘﻌﺠﺒﺎً : ﻛﻴﻒ ؟
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﻦ : ﺳﺘﺮﻯ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﻟﻜﻦ
ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺮﺑﻚ ..
ﻣﺮﺭﻧﺎ ﺑﺠﻤﺎﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ
ﻭﺳﻠﻤﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ..
ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ؟!
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﻦ : ﺭﺟﻞ ﻣﺴﻠﻢ .. ﺣﺼﻞ ﻟﻪ
ﺣﺎﺩﺙ ﻗﺒﻞ ﻗﻠﻴﻞ ﻭﺃﻣﺮﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻧﻨﺰﻝ
ﻷﺧﺬ ﺭﻭﺣﻪ ﻣﻦ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺕ ..
ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺃﻧﻌﻢ ﻭﺃﻛﺮﻡ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻬﻢ ﺧﻴﺮ
ﻭﺇﻟﻰ ﺧﻴﺮ ..
ﻗﻠﺖ ﻟﻠﻤﻠﻜﻴﻦ : ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ؟
ﻗﺎﻻ : ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻼﺋﻜﺔ ﻳﺤﺮﺳﻮﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ
ﻭﻳﺮﺳﻠﻮﻥ ﺍﻟﺸﻬﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ..
ﻗﻠﺖ : ﺇﻥ ﺧﻠﻘﻬﻢ ﻋﻈﻴﻢ ..
ﻗﺎﻻ : ﺑﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻨﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ..
ﻗﻠﺖ : ﻣﻦ ؟
ﻗﺎﻻ : ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻭﺣﻤﻠﺔ ﺍﻟﻌﺮﺵ ، ﻭﻫﻢ
ﺧﻠﻖ ﻣﻦ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻌﺼﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ
ﺃﻣﺮﻫﻢ ﻭﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﻣﺎ ﻳﺆﻣﺮﻭﻥ ..
ﻗﻠﺖ : ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ ﻳﺎ ﺭﺏ ﻣﺎ ﻋﺒﺪﻧﺎﻙ ﺣﻖ
ﻋﺒﺎﺩﺗﻚ ..
ﺛﻢ ﺍﺭﺗﻔﻌﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﻟﻠﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ .. ﻻ
ﺃﺧﻔﻴﻜﻢ ﻛﻨﺖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﻭﺍﻟﺘﻌﺠﺐ ﻟﻤﺎ
ﺃﺭﻯ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﻘﻠﻖ ﻟﻤﺎ ﺳﻴﺄﺗﻲ ..
ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻟﻬﺎ ﺃﺑﻮﺍﺏ
ﻣﻐﻠﻘﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺑﺎﺏ ﻭﺍﻗﻒ ﻣﻼﺋﻜﺔ
ﻋﻈﺎﻡ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ..
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﻦ : ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﺣﻤﺔ
ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ ﻭﻗﻠﺖ ﻣﻌﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ
ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ ..
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ :